کد مطلب:168299 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:167

من هو (العباس الاصغر)، وابن من هو؟
قال الشیخ القرشی:(وهو أخوالامام لابیه، وأمّه لبابة بنت عبیداللّه بن العبّاس، استشهد یوم الطفّ). [1] وقال خلیفة بن خیّاط: (وقتل مع الحسین (ع) العبّاس الاصغر، أمّه لبابة بنت عبیداللّه بن العبّاس). [2] .

وممّا یؤیّد ذلك ما رواه سبط ابن الجوزی، عن هشام بن محمد، عن القاسم


ابن الاصبغ المجاشعی قال: (لمّا أُتی بالرؤوس إلی الكوفة إذا بفارس أحسن الناس وجهاً! قد علق فی لبب فرسه رأس غلام أمرد كأنه القمر لیلة تمامه! والفرس یمرح فإذا طأطأ رأسه لحق الرأس بالارض، فقلت له: رأس من هذا؟ فقال: هذا رأس العبّاس بن علی. قلت: ومن أنت؟ قال: حرملة بن الكاهل الاسدی.

قال: فلبثت أیّاماً وإذا بحرملة وجهه أشدُّ سواداً من القار! فقلت له: لقد رأیتك یوم حملت الرأس وما فی العرب أنظر وجهاً منك! وما أری الیوم لاأقبح ولاأسود وجهاً منك!؟ فبكی وقال: واللّه منذ حملت الرأس وإلی الیوم ما تمرّ علیَّ لیلة إلاّ وإثنان یأخذان بضبعی ثمّ ینتهیان بی إلی نار تأجّج، فیدفعانی فیها، وأنا أنكص فتسفعنی كما تری، ثمّ مات علی أقبح حال). [3] .

فالعبّاس هذا علی أساس هذه الروایة هو ابن أمیرالمؤمنین (ع)، وهو فی هذه الروایة غلام أمرد!

ویقول الشیخ القرشی تعقیباً: (وهذا ممّا یؤكّد وجود العبّاس الاصغر لانّ العبّاس الاكبر كان عمره یوم قُتل إثنین وثلاثین سنة، ولیس غلاماً أمرداً). [4] .

لكنّ النمازیّ (ره) یقول فی ترجمة (لبابة بنت عبیداللّه بن عبّاس بن عبدالمطّلب): (تزوّجها أبوالفضل العبّاس بن أمیرالمؤمنین(ع)، فولد له منها عبیداللّه وفضل، وكانت جمیلة عاقلة، وبعد شهادة العبّاس (ع) تزوّجها زید بن


عبدالملك، وعن المجدی تزوّجها ولید بن عتبة بن أبی سفیان، فولد له منها القاسم). [5] .

من هنا نقول: إذا كان العبّاس الاصغر علی فرض وجوده حقّاً ابن لبابة بنت عبیداللّه بن العبّاس، زوجة مولانا أبی الفضل (ع)، فهو إذن ابن العبّاس ولیس أخاه كما فی روایة سبط ابن الجوزی وكما استنتج الشیخ القرشی، ذلك لان لبابة لایمكن أن تكون زوجة لامیرالمؤمنین (ع)، ثمّ زوجة لابنه أبی الفضل (ع).

هذا مبلغ علمنا فی قضیة (العبّاس الاصغر)، والمسألة بحاجة إلی مزید من الوثائق التأریخیة الكاشفة عن حقیقة الام، وإلی مزید من التعمّق والمتابعة والتحقیق، وكم ترك الاوّل للاخر!


[1] حياة الامام الحسين عليه السلام 270:3 نقلاً عن تاريخ خليفة.

[2] تاريخ خليفة: 145.

[3] تذكرة الخواص: 253- ولعل للمتاهل تحفظات عديدة علي متن هذه الرواية، منها قوله «ثم مات علي اقبح حال» مع ان المشهور ان المختار احضر حرملة بن كاهل، و امر جزاراً فقطع يديه ورجليه ثم امر بنار وقصب فاحرقه (راجع: ذوب النضار: 121).

[4] حياة الامام الحسين بن علي عليهما السلام: 270:3.

[5] مستدركات علم رجال الحديث: 598:8 رقم 18167.